الصفحة الرئيسية فن 

دريد لحام: مستقبلي ورائي.. والمسرح ما عاد يشبهنا لذلك هجرناه

حوار يارا سلامة


لم يدرس الفن أكاديمياً، بل حصل على "ليسانس" في العلوم الكيميائية عام 1959، ثم درس دبلوم تربية، لكنه من مؤسسي الدراما والمسرح، وصاحب البصمة الكبيرة في الكوميديا والتراجيكوميدي في تاريخ سورية الحديث.
يقول دائماً: "مستقبلي ورائي وليس أمامي، الأعمال التي قدمتها كانت مستقبلي ولا تجوز الإساءة إليها".


هذا الأمر سيجعلنا – ربما - لا نرى "غوار الطوشة" لعدة مواسم، كونه يرفض الكثير من الأعمال التي لا ترتقي إلى مستوى فكري معين، ولا تحمل قضية جوهرية إنسانية بالعمق، لا يزال على قيد الإبداع والتوهج، هو المتفرد في زمن يصعب به التغريد خارج السرب، لم يهب الحرب يوماً، ولم يغادر وطنه وعشقه سورية، وما يزال مؤمناً بمستقبل يحمل بين طياته الكثير من الحب والسلام.

 

آخر جملة قلتها لأسامة الروماني: (عم استناك بدنا نتعشى سوا)


ما سبب غيابك عن الموسم الدرامي 2024؟
لا أريد الإساءة إلى ما قدمته عبر مشواري الفني الطويل، ولست مضطراً لتقديم عمل لمجرد الظهور، لذلك عندما لا أجد ما يزيد رصيدي أعتذر على الفور، ولهذا السبب اتجهت مؤخراً للسينما.


ما هي الأعمال التي شاهدتها، وهل فعلاً هذا الموسم حمل الانتعاش وأعاد الدراما إلى ألقها، أم أنها كانت دراما القسوة والعنف؟
لم أتابع سوى مسلسل "العربجي"، بالنسبة لموضوع العنف لست ضده إن كان هناك مبرر حقيقي لوجوده، وليس لمجرد أننا نستطيع تجسيد العنف من دون وجود مكان له في التسلسل الدرامي، ويجب دوماً أن نأخذ بعين الاعتبار أن التلفاز للعائلة كلها، لذلك يجب على العنف ألا يعلم الناس العنف، ويجب أن يكون مبرراً درامياً وليس فقط من أجل جذب المشاهدين وتحقيق التريند.


كونك تابعته.. كيف وجدت الجزء الثاني من "العربجي"؟
لست مع فكرة الأجزاء والتمديد على الإطلاق، ومسلسل "العربجي" بجزئه الأول حقق نجاحا أكثر من الجزء الثاني، المشكلة الحقيقية تكمن في الرغبة الدائمة في إنتاج أجزاء متعددة عند نجاح عمل ما، دعونا نحتفظ بنجاح الأعمال بعيداً عن الأجزاء التي تُفقد العمل رونقه.


هل نعاني اليوم من أزمة نصوص؟
يجب أن نعي أن النص هو المحرك الأساسي لأي عمل، لذلك من الطبيعي وجود نص جيد سينتج عنه عملاً جيداً والعكس صحيح، بالتالي نحن دوماً نعاني من أزمة نصوص.

 

ممدوح حمادة قدم أعمالاً خالدة ذات معنى وقيمة


من هو الكاتب الذي تشعر أنه حقيقي؟
الدكتور ممدوح حمادة، فقد قدم أعمالاً خالدة ذات معنى وقيمة، ولا أعلم سبب غيابه.


هل كتّاب اليوم ينظرون نظرة صادقة إلى الواقع السوري كما استطعتم سابقاً أنت والماغوط تجسيد تلك النظرة؟
أنا والماغوط كنا ننتمي إلى الوطن، ولهذا السبب تحمل أعمالنا ما ننتمي إليه، أما اليوم فما يقدم من أعمال يخضع لسطوة رأس المال.


هل حاولت الإدارات المعنية أن تصنع جمهوراً للمسرح؟
المسرح الآن على استحياء.. يتدربون شهرين، ويقدمون عرضاً لمدة يومين، ويجب ألا ننكر أن المسرح لا يؤمن مردوداً مادياً جيداً للممثل، وهذا سبب ابتعاد الممثلين عنه واتجاههم إلى التلفاز الذي يحقق الشهرة والمال.


متى حضرت آخر مرة عرضاً مسرحياً فيها؟
عندما كنت شاباً.


أنت من مؤسسي المسرح وعاشق له.. كيف ذلك؟
المشكلة اليوم في رغبة المخرجين بتقديم مسرح على هواهم، يجب أن ندرك أن عظمة المسرح تكمن في أن يجد أي شخص من الجمهور نفسه مكان الشخصيات التي يراها على الخشبة، ما يقدم اليوم على خشبة المسرح لا يشبهنا ولهذا السبب هجرته الناس.


هل المسرح اليوم مرتبط بشخوص كما حال السينما.. أعني هل ما يقدم هو عبارة عن جهود فردية أو مؤسساتية؟
المسرح اليوم مرتبط بأشخاص أكثر من ارتباطه بتيار مسرحي، والمسرح هو صورة للحياة وعندما لا أجد هذه الصورة ما الداعي له؟!


من يقود المسرح اليوم ومن يقود السينما؟
لا يوجد ربان.


"يومين" آخر عمل سينمائي من إخراج الأستاذ باسل الخطيب.. ما الذي أغراك لتكرر التعاون مع الخطيب؟
بسبب التناغم الموجود بيننا، الخطيب مخرج يملك عينا جميلة، وهو مثقف وهادئ جداً.
هناك مخرجون يرفعون صوتهم عندما يأتي شخص غريب إلى اللوكيشن لكي يقولوا إنهم مخرجون مهمون على عكس الخطيب، ولا أنسى ذات مرة قلت له «يا أخي أنت ما بتخانق.. رفاع صوتك شي مرة».


ماذا يعني لك مصطلح الشللية؟
طبيعي جداً أن نتعاون مع من يفهمنا، وما المانع أن يكون صديقاً.


هل هناك عمل جديد مع المخرج باسل الخطيب؟
طبعاً هناك عمل سينمائي، فكرتي وكتابة تليد الخطيب اسمه (زيتونة)، وما زلنا في المراحل الأولى.


هل فكرت في كتابة عمل عن دريد لحام؟
لا.. من الممكن أن أكتب مذكرات، لكنها ليست للإنتاج كأعمال، لأن جميع ما قدم من أعمال عن شخصيات مؤثرة كان كاذباً، لكونهم مضطرين لتصدير الشخص كملاك خوفاً من نشوب خلافات مع عائلة الشخص الذي يتحدث العمل عنه، بصراحة لا يوجد أحد ملاك كما يقدمونه.

 

وصيتي هي وصية أمي: (ديرو بالكن على بعض)


هل أنت ملاك؟
أكيد لا.


ما هو أكبر غلط ارتكبته في حياتك وعلى ماذا تندم؟
الإساءة إلى زوجتي، لقد جعلتها تتألم  كثيراً عندما قمت بالارتباط بامرأة أخرى وهذا الشيء يوجعني ولا أستطيع نسيانه.


ما هي وصيتك بعد عمر طويل؟
(ديرو بالكن على بعض)، هكذا أوصتني أمي، ولذلك بقينا عائلة متماسكة.


"يومين" كان آخر عمل قدمته مع الراحل أسامة الروماني.. ما هو مضمون آخر لقاء كان بينكما، وماذا أخذ منك رحيله لكونكما صديقين وعشرة عمر؟
ممثل وصديق رائع، ولا أنسى عندما كنت مسؤولاً عن مهرجان الأغنية السورية، وأردت أن أقوم بتكريم لأبي خليل القباني، شعرت أن هناك شبها بينهما واتصلت بأسامة الذي لبى دعوتي، وأتى من الكويت ولم يقبل أن يتقاضى أي مبلغ مقابل ذلك (هي الناس معد موجودة)، وآخر جملة قلتها له (عم استناك بدنا نتعشى سوا) لم أصدق أنه رحل، كما لم أصدق رحيل محمد قنوع.


نراك في مجالس العزاء ترفض إجراء لقاءات فنية ما السبب؟
(فاجئتيني بسؤال ما عندي جواب الو)، لا أقوم بإجراء لقاءات، كون الإنسان لن يستطيع أن يكون صادقاً بما يقوله وسط العدد الكبير من الكاميرات التي تلاحقه، فحتى لو أن الشخص لم يكن جيداً، فنحن مضطرون أن نجعله زينة من رحل، وعندما يأتي أحد الصحفيين لإجراء لقاء أعتذر مباشرة.. هل تشعرون أن مجالس العزاء هي المكان الطبيعي لإجراء لقاءات؟ هناك ممثلون بأول مشوارهم من الممكن أن يرغبوا بذلك، لكن أنا دريد لحام (مش ناقصني شهرة). 



فن




عدد المشاهدات: 349

التعليقات


إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها



العنوان

دمشق - مزة - فيلات غربية

© سيبار. 2024-2025 © جميع الحقوق محفوظة

الاتصال

963116128915

info@seebar.news

تابعنا